Wednesday, May 7, 2014

تخريج الحديث النبوى ودراسة الأسانيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد
بعض الأساسيات وأشياء مهمات 
ــ  بعض الناس يجعلون تلازماً بين التخريج ودراسة الأسانيد، وذلك بحكم أن أول من صنف فى طرق التخريج أو أول كتاب طُبع عن طريقة التخريج ضم معه دراسة الأسانيد، ولكن الحقيقة أن هناك فرق بين التخريج ودراسة الأسانيد.   
وربط التخريج بدراسة الأسانيد تراه واضحاً في تعريفه التخريج حينما قال: 
"هو عزو الحديث إلى مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده مع بيان مرتبته عند الحاجة " فجعل هناك تلازماً بين دراسة الإسناد والحكم على الحديث وبين التخريج. والحقيقة أنهما منفصلان: فإنه يمكن للمُخرِجِ أن يُخرِجَ الحديث فقط ولا يحكم عليه.

ــ  ويجب هنا أن نؤكد أنه لا ينبغي أن يتصدى للحكم على الحديث إلا من كان متضلعاً في هذا الفن ولديه القدرة على الحكم على الأحاديث، فإن الحكم على الحديث ليس بالأمر الهين، ويمكن لطالب العلم في مرحلة التدريب أن يحكم من باب التدرب على هذا العلم النفيس مُستضيئاً ومُستأنساً بشيخه أو استاذه، ولكن من الخطر أن يتصدى طالب العلم للحكم على الحديث تأليفاً أو إفتاءً بل عليه أن يكون متورعاً عن الحكم على الأحاديث إلا بعد أن يملك ويستوفى آلة الاجتهاد. 

ــ إن الحكم على الحديث في خطورة الفتوى بل أشد منها خطورة لأن الفتوى قد تكون في مسألة جزئية وأما الحكم على الحديث فيُعد تقعيداً، فإنك عندما تقول عن حديث ما أنه ضعيف ويكون الصواب بخلاف قولك فإنك تكون قد قطعت الطريق عن الاستدلال بهذا الحديث في تلك المسألة أو المسائل التي دل عليها الحديث محل التخريج فكأنك انتقصت من شرع الله. 
والعكس كذلك فحينما تحكمُ على حديثٍ من الأحاديث بأنه صحيحٌ وتكون الحقيقة خلاف قولك فإنك بذلك تُقر الحكم أو الأحكام التي تضمنها ذلك الحديث ويكون هذا منهجاً لمن تبعك ويُفتى بموجب ذلك الحكم الذي ليس في محله وهذا يعنى دخول شيئ في شرع الله وهو ليس منه. ولا يغيب عن أحد خطورة الحكم بغير ما أنزل الله، وخطورة التغيير والتبديل في شرع الله، فعلى طالب العلم أن يتعلم التخريج ولا يتعرض للحكم على الأحاديث إلا بعد أن يمتلك ويستوفى آلة الاجتهاد فيها. 

ــ  من نعم الله التى لا تُعد على هذه الأمة أن قيد الله عز وجل لها من العلماء الكبار من كفانا الخطأ في هذا المضمار الهام كمثل:
الشيخ علوي السقاف فقد قام في موقع الدرر السنية بعمل رائع جداً وهو جمع أحكام الأئمة على الأحاديث بالإضافة إلى تخريج الحديث وعن طريق محرك البحث في الموقع يمكن الحصول على تخريج الحديث وأحكام الأئمة الذين تكلموا عن هذا الحديث تصحيحاً أو تضعيفاً. 

ــ  ومن خلال الخدمة التى يقدمها موقع الدرر السنية وغيره يستطيع طالب العلم الحصول على تخريج الحديث وأحكام الأئمة عليه تصحيحاً وتضعيفاً سواء كان ذلك باتفاقهم أو اختلافهم، ففي حالة اتفاقهم على صحة الحديث يطمأن طالب العلم إلى صحة الحديث، وكذلك فى حال اتفاقهم على ضعف الحديث أيضاً يطمأن طالب العلم، وربما وجدنا أقوالاً مختلفة لأهل العلم في الحكم على ذلك الحديث فمنهم من يصححه ومنهم من يضعفه. 

ــ  كذلك فيما يتعلق بالتصحيح والتضعيف من مثل: تصحيح الوقف وتضعيف الرفع إلـــخ كل ذلك نجده في موقع الدرر السنية وهى خدمة جليلة جداً وفق الله لها القائمين على هذا الموقع وعلى رأسهم فضيلة الشيخ علوى السقاف جزاهم الله جميعاً خير الجزاء، فهذا من أشد ما يحتاج إليه الناس في هذا العصر بعد أن قل الحفظ والاهتمام بحديث النبى صلى الله عليه وسلم وانتشرت الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على نبينا صلى الله عليه وسلم.

No comments:

Post a Comment