Saturday, April 19, 2014

مقدمة فى تخريج الحديث النبوى الشريف


التخريج: هو كيفية الوصول إلى حديث للنبى صلى الله عليه وسلم
تعريف التخريج: هو عزو الحديثِ إلى مصادِرِهِ الأصلية مع بيانِ دَرَجَتِهِ عند الحاجة



هناك فرق بين التخريج ودراسة الأسانيد فبعض الناس يجعلون تلازماً بين التخريج ودراسة الأسانيد بحكم أن أول من صنف في طرق التخريج أو أول كتاب طُبع عن طريقة التخريج ضم معه دراسة الأسانيد وأكد ذلك في تعريف التخريج حينما قال: " هو عزو الحديث إلى مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده مع بيان مرتبته عند الحاجة " فجعل هناك تلازماً بين دراسة الإسناد والحكم على الحديث وبين التخريج. والحقيقة أنهما منفصلان: فإنه يمكن للمُخرِجِ أن يُخرِجَ الحديث فقط ولا يحكم عليه.

إن مكتبة السنة النبوية الشريفة تحتوي على أعدادٍ كبيرة جداً من الكتب يصل إلى مئات المجلدات، منها العديد من الموسوعات الضخمة، منها ما رُتب على أسماء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعاً أو ما رُتب على المواضيع أو غيرها. كالكتب الستة وسنن الدارمى وموطأ الإمام مالك وكنز العُمال والجامع الكبير والجامع الصغير وسنن البيهقى وغيرها من كتب السنة.
والسؤال هنا: كيف يتمكن طالب هذا العلم الشريف من أن يُخرج الحديث النبوي الشريف بسهولة ويُسر من هذا العدد الكبير من الموسوعات التي كُتِبَت خلال مئات السنين؟
فى السابق كان السادة العلماء رحمهم الله تعالى يحفظون هذه الأحاديث عن ظهر قلب فكان استحضار الحديث سهلاً ميسوراً فالإمام أحمد رحمه الله كما قال عنه أبو زُرعة كان يحفظ ألف ألف حديث أي مليون حديث، والإمام البخارى رحمه الله تعالى يقول انتقيت أحاديث الصحيح من ستمائة ألف حديث وما وضعت حديثاً في داخل الصحيح إلا وقد صليت لله ركعتين أستخيره في وضع هذا الحديث (أي أن البخارى رحمه الله كان يحفظ هذه الأحاديث الستمائة ألف)، فانظر إلى هذه الأعداد الضخمة التي كان الأولون يحفظونها وبالطبع هذه الأعداد كانت على أساس عدد الأسانيد، فأحياناً يكون للحديث الواحد خمسة أو ستة أسانيد فيُحسب ستة أحاديث أو خمسة بحسب عدد الأسانيد، لأن كل متن يحسب بعدد أسانيده التي وصل بها إلينا، فكان السادة علماؤنا الأولون يحفظون كل هذا الكم من الأحاديث عن ظهر قلب فكان سهلاً وميسوراً عليهم استحضار الحديث عند الحاجة.

يقول بشار بن برد
علمى معى أينما يممت ينفعنى قلبى وعاءٌ له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معى أو كنت في السوق كان العلم في السوق
ويقول الصنعانى: كل علم لا يدخل معك الحمام فليس بعلم
ويقول الرحابى 
والثلثان وهما التمام   فاحفظ فكل حافظٍ إمامُ

أما في زماننا هذا وبعد أن تعددت الهموم وتضاعفت المشاغل وضعف الحفظ وقل الحُفاظ فكان لزاماً أن نصل إلى طريقة تُسهل علينا الوصول إلى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم واستخراجها من هذه الكتب، وخاصة وأن لكل مؤلف طريقة في ترتيب الأحاديث في مُؤَلَفِهِ: فهناك من علماء الحديث الشريف من رتب الأحاديث على أسماء الصحابة وهناك من رتبها على المواضيع وحتى الترتيب على المواضيع يختلف من شخص إلى شخص فإنهم إنما يقصدون من ترتيب الأحاديث استنباط القضايا الفقهية منها.
 
ومن المعلوم أنه في بعض الحالات يمكن لطالب العلم أن يتوقع: أين يجد الحديث في كتب المصنفين:
فلو افترضنا مثلاً أننا نريد تخريج حديث " أن النبى صلى الله عليه وسلم توضأ مرةً مرةً" أين نجده؟ الجواب في كتاب الطهارة.
وحديث "صلوا كما رأيتمونى أصلى؟ في كتاب الصلاة 
وحديث جابر بن عبد الله في الحج؟  في كتاب الحج.
وحديث "من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم" فيمكن للإنسان أن يتوقع أن يجده في كتاب الصيام أو في باب النكاح.
 
ولكن في الكثير من الأحاديث لا يكون من السهل توقع مكانها في كتب السنة النبوية المطهرة، فإن افترضنا أننا نريد تخريج حديث "المُتَشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبى زور" وهذا الحديث في صحيح البخارى ولكن في أي كتابٍ نجده في صحيح البخارى؟ أظن أنه من الصعب تخمين الكتاب الذي يوجد فيه هذا الحديث، ولكننا نرى أن هذا الحديث أخرجه البخارى في كتاب النكاح، فما علاقة هذا الحديث بالنكاح؟ فهل يتوقع أحد أن يكون البخارى قد أخرج هذا الحديث في كتاب النكاح؟ في باب كلام المرأة في ضَرتِها؟ ومن أجل ذلك يقول العلماء عن البخارى رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً: "فقه البخارى في تراجمه" بمعنى أن البخارى رحمه الله يلحظ في الحديث معنى معين في الحديث فيستنبط هذا المعنى ويبوب عليه.
 
وكمثال آخر: حديث " نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً" فأين نتوقع أن ابنَ أبى شيبة قد أخرج هذا الحديث؟ يمكننا أن نتوقع أنه أخرجه في كتاب آداب الأكل أو في كتاب الأشربة، هذا ما يمكن لنا أن نتوقعه ولكن الحقيقة أن هذا الحديث أخرجه ابنُ أبى شيبة في كتاب الشهادات: باب هل تُقبل شهادة من شرب قائماً. فهل يتوقع أحد أن يكون هذا الحديث في كتاب الشهادات؟
 
وحيث أننا أمام هذه الأعداد الهائلة من الأحاديث وتنوع وتعدد المؤلفات وتباين أساليب التبويب والتراجم قام العلماء جزاهم الله خيراً بتقعيد بعض القواعد والطرق للوصول للأحاديث بسهولة ويُسر وسوف نعرض لها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.


تعريفات متعلقة
  •  التَّخْرِيجُ - تَخْرِيجُ
التَّخْرِيجُ : لُعبَةٌ لِفِتْيَانِ العَرَبِ ، يقال فيها : خَرَج خَرَاجِ ، يُمْسِكُ أحدُهُم شيئًا بيَدِهِ ويقول : لسائرهم : أخْرِجُوا ما في يدي .

  •  تخريج
- مصدر خرج .
 2 - « حفلة تخريج »: حفلة يصار فيها إلى توزيع الشهادات على من أنهوا دراساتهم .
[ خ ر ج ]. ( مصدر خَرَّجَ ).
1 ." جاءوا لِتَخْرِيجِهِ مِنَ الكَهْفِ " : إِخْرَاجُهُ ، جَعْلُهُ يَخْرُجُ مِنْهُ .
2 ." تَخْرِيجُ العَمَلِيَّاتِ الحِسَابِيَّةِ " : إِيجَادُ حَلٍّ لَهَا .
3 ." تَخْرِيجُ أَفْوَاجٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الطُّلاَّبِ " : تَكْوِينُهُمْ ، إِعْدَادُهُمْ .
4 ." تَخْرِيجُ عَمَلٍ " : جَعْلُهُ مُخْتَلِفاً مُتَنَوِّعاً غَيْرَ مُتَشَابِهٍ .
5 ." تَخْرِيجُ الحَدِيثِ " : ذِكْرُ أَسَانِيدِهِ .

جمع تخريجات ( لغير المصدر ) وتخاريجُ ( لغير المصدر ):
1 - مصدر خرَّجَ .
2 - مصنّف يحتوي على مختارات من الأحاديث
تخريج الفروع على الأصل : الكشف عن المبادئ الأساسيّة للعلوم .
3 - وجه تفسيريّ يُساق للتدليل على صحّة مسألة أو أمرٍ ما أو قبولهما " نالت تخريجاته للمسألة قبولاً لدى أساتذته ".
• علم التَّخريج :
1 - دراسة المبادئ المنهجيّة في تأويل النصوص وخاصّة الدينيّة منها .
2 - ( العلوم اللغوية ) نظريّة تأويل رموز لغةٍ ما بوصفها ترمز إلى عناصر ثقافيّة معيَّنة .
3 - ( النحو والصرف ) حسن التأويل وبراعة استخراج الوجوه لإظهار صحّة المسألة .

No comments:

Post a Comment